المرحوم أبو عدنان يوسف أمين المصري 1921-2011
شيّعت بلدة القـلعة نهار الأحد الواقع في الأول من شهر أيار2011 المرحوم أبا عدنان يوسف أمين المصري ، وقد أمّت البلدة وفود غفيرة من المتن وعاليه والشوف ومعظم القرى اللبنانية ، لما كان يتمتع به الراحل من صداقات ومكارم وقِيم .
تقبّلت عائلة الفقيد وعائلة آل المصري وأهالي بلدة القلعة التعازي في المركز الإجتماعي في البلدة بحضور جمع غفير من المشايخ الأجلاّء وشخصيات وفعاليات من البلدة والمنطقة يتقدمهم رئيس الأركان اللواء شوقي نجيب المصري ، وممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ غاندي مكارم ، والأستاذ أيمن شقير، والدكتور شفيق المصري والعميد الركن (م) رياض الأعور رئيس بلدية القلعة والسيد هادي أبو الحسن وكيل داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي ، ومساعد مفوض الداخلية العام في الحزب التقدمي الاشتراكي السيد فاروق الأعور، والسيد عصام المصري المسؤول التنظيمي في وكالة داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي ، وأعضاء من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز .
إنّ رئيس وأعضاء المجلس البلدي في القـلعة يتقدمون من أهالي الفقيد وأهالي البلدة الكرام بأحرّ التعازي لمصابهم الأليم متمنين لهم الصبر والسلوان .أقام الصلاة الشيخ وجدي المشطوب عن روح الفقيد ، وبعدها ووري الجثمان الثرى في مدافن البلدة في جوار المركز الإجتماعي في القـلعة .
تقبّل أهل الفقيد التعازي طيلة أيام الأسبوع في منزله ، وقد أمَّه جمع غفير من المعزّين ومن جميع المناطق .
وبالمناسبة ألقيَت كلمات رثاء بالراحل نوردها كما يلي :
كلمة رثاء من رئيس بلدية القـلعة العميد الركن (م) رياض الأعـور.
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي الى ربّك راضية مرضية , فادخلي في عبادي وادخلي جنتي . صدق الله العظيم
حضرات المشايخ الأجلاء ، أهل الفقيد الكرام ، حضرات المشيّعين
منذ ثلاثة عشر يوماً ودّعت المنطقة والبلدة أحد كبار رجالاتها المختار الأسبق أبا عصام فؤاد حمد المصري وقبل أربعة شهور ودّعنا جميعاً عزيز غال وهو في عزّ عطاءاته المرحوم أبا ملحم رامز المصري ، واليوم سبحانك الله وبالرضى والتسليم تودّع بلدة القلعة أحد أعمدتها وكبير من أهلها هو المرحوم أبا عدنان يوسف أمين المصري
وإن كان القدر قد أفقدنا ثلاثة أحباء من عائلة واحدة كريمة أصيلة إلاّ أنّ المصاب لفّ البلدة جمعاء ، وهذه البلدة التي خلعت عنها عباءة العائلات الثلاث ولبست عباءة مزركشة هي عباءة العائلة الواحدة، عائلة القلعة مع افتخارنا بإرث وأصالة العائلات التي تشكل نسيج هذه البلدة الواحدة الموحّدة المتميزة
نفتقد اليوم أبا عدنان صاحب القامة المتواضعة والصوت الجهوريّ ، صوت الحقّ وصوت المحبة والإلفة ، نفتقد ذلك الوجه الوضّاح صاحب البسمة الوادعة ، صاحب السؤال عن كل فرد من أفراد العائلة لكل من إلتقاه في الطريق أو أمام المنزل ، يسبقك بالسلام لا لتنقيزك بل لتقبيلك ، يختزن المحبة والوفاء في نظراته وفي كلماته ، يسألك عن مغتربيك وأحوالهم ، يسألك عن تاريخ موعد عودتهم وأبنائهم ، حبيبٌ أنتَ في قلوبنا يا أبا عدنان ، ونحن واثقون أن جميعنا كنّا أحبّة في قلبك وفي عقلك قبل سفرك الأخير
لم يحصّل أبا عدنان العلوم العالية لظروف أمنية وسياسية كانت تعصف في البلاد أثناء فترة التحصيل العلمي ، لكنّه ترك لنا إرثاً في نجليه عدنان وعماد وفي كريمتيه المرحومة الدكتورة منيرة والأستاذة السيدة منى
فالسيد عدنان نجح نجاحاً بارزاً في عالم الإغتراب وأضحى من رجال الأعمال في كندا ، ويعود الى لبنان بين الفترة والأخرى ليطمئن على الأهل ، ويطمئن على نشأة أولاده في بيئة لبنانية وجبلية تحديداً. والمرحومة الدكتورة منيرة قد نالت من التحصيل العلمي حتى درجة الدكتوراه وغدت أستاذة في الجامعة اللبنانية ، إزدانت بها المجتمعات والجمعيات الخيرية وكانت لؤلؤة بين زملائها وزميلاتها في الجامعة اللبنانية ، أمّا السيدة الأستاذة منى فهي مربية أجيال في التعليم الرسمي في مدرسة الخلوات -فالوغا. أمّا الأستاذ عماد ، مدير مدرسة الخريبة ، مربّي الأجيال وهو خير مربِّ ، يعمل في المدرسة ليل نهار حتى غدت المدرسة التي يرأس ويدير ، نموذجاً للمدارس في لبنان إن كانت خاصة أو رسمية
أمّا في المجتمعات والجمعيات الخيرية التي تحمي المجتمع من الآفات التي تفتك به ، فهو الرائد في هذا المجال ، لثقافته العالية وعلومه النادرة وسعة صدره الواسعة. أمّا في البلدة كما في المنطقة فهو نبراس للنشاط التربوي والثقافي ، إذا جالسته إستفدتَ واستمتعتَ ، وإذا صادقته كنت أنت المستفيد وهو الصديق الصدوق ، وإذا إستلم مهمّة جعلها ضالته وأكملها كمالاً وتماماً مع أنّ الكمال لله
هذا هو إرثك أبا عدنان ، وهذا هو ثمار بستانك وإن كنت لم تجنِ كل قطافه لغياب الدكتورة منيرة في ريعان الصبا في منتصف الطريق. خصالك وشمائلك يُحتذى بها ، نحن لا ننسى مواقفك في البلدة عند توسعة الطريق من خلف منزلك ، عندما قلت للمجلس البلدي في حينه تستطيعون أن تأخذوا من أرضي ما تشاؤون حتى تكون الطريق واسعة ومستقيمة ولو كان الأمر يتوقف على شجرة الصنوبر الوحيدة خلف منزلك فوافقتَ على اقتلاعها ، هذه خصال من يحبّ بلدته ويضحّي من أجلها ، ما أجمل الخصال الطيبة والأصالة العريقة وكم نحن بحاجة لأمثالك في عملنا التنموي في المجلس البلدي وفي البلدة والمنطقة
المشيّعون الكـرام
يشرّفني أن أتقدّم بإسم أهالي بلدة القلعة وبإسمي الشخصي بأحرّ التعازي من أهل الفقيد في مصابهم الأليم ومن عائلة المصري الكريمة في القلعة وصليما والمريجات وبعقلين وسوريا سائلاً المولى العليّ القدير ، أن يسكن فقيدنا الغالي فسيح جنّاته ، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان راجياً من مشايخنا الأجلاّء الرحمة للفقيد لخصاله المعروفية والتوحيدية الأصيلة ، وهو الذي ما كان يوماً إلاّ الإنسان الورع والمؤمن والصبور الذي فقد كريمته الدكتورة منيرة وصبر على هذا المصاب الجلل ، ورغم صبره نال منه قسطاً كبيراً من الوهن الصحي ، ومنذ أشهر قليلة فقد شريكة عمره وابنة عمّه زوجته المرحومة ام عدنان ، ومنذ فقدانها بدأ أبا عدنان طريقاً كأنها طريق الوداع نظراً لوفائه وإخلاصه ، فكان مثال الزوج والأب والجدّ ، فلم يقوى على غياب المرحومة زوجته ، وها هو اليوم يُلقي علينا سلام الوداع
إنّا للــه وإنّا إليه راجعـون
رئيس بلدية القلعة
العميد الركن (م) رياض الأعـور
كلمة رثاء آل المصري يلقيها الأستاذ رواد شفيق المصري
بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخ الأجلاّء ، المشيّعون الكرام .
قال جبران خليل جبران : "إنّ سرّ الموت يلتمس في قلب الحياة ، لأنّ الحياة والموت واحد كما أنّ النهر والبحر واحد".
كلنا نقاط ماء في نهر الحياة ومصيرنا الأخير أن نمضي ونصبّ في بحر الموت ، والنهر جارِ والسيل جارف وليس من يدري كيف يدرك محطته الأخيرة ومتى . هو القدر ، بإرادة الله تعالى ، يُصدر أحكامه ويُعلن الساعة وما نحن له إلاّ خاضعون مسلّمون .
المرحوم العمّ أبو عدنان يوسف أمين المصري هو من رعيل الرجال الرجال ، أولئك الذين مزجوا عرقهم بتراب أرضهم وسكبوا فوقها من جزيل نخوتهم وعظيم مروءتهم وطيب سجيّتهم ، فأنتجت نباتاً وثماراً كان لجودتها الأثر الصالح في المجتمع .
فبالحزم والمحبة والرعاية التي وفّرها الفقيد برفقة زوجته المرحومة أم عدنان وسيلة حمد المصري ترعرعت عائلته ، فالأستاذ عدنان الإبن البكر ، حمل معه الأصالة وحُب الوطن الى بلاد المهجر في كندا فحصّل تعليماً وإنتاجاً وافرين وعاد ليستقرّ بين أبناء بلده . والأستاذ عماد ترقىّ في سلّم التربية ليصبح مدير مدرسة الخريبة الرسمية بعد نيله الشهادات الجامعية واكتسابه الكثير من الثقافة .
والسيدة منى سارت مع شقيقها على درب التربية بعد نيلها الاجازة في الحقوق . أمّا الإبنة الكبرى الأستاذة منيرة فها هي تنتظر والدها في ذلك الفناء الواسع ليلاقيها بشوق لطالما غمر قلبه وحفر في وجدانه ، هي اختارها القدر في عزّ عطائها عندما كانت تنهل من نبع العلم والمعرفة لتربّي أجيالاً وتلقنهم العلوم في مدارس وجامعات عديدة .
ها هو فقيدنا اليوم يسافر في رحلة الوداع الأخيرة وقد بقي حتى عتبة التسعين من عمره مخلصاً لبلده ولبلدته القلعة ، غيوراً على مصالح أبنائها ، كريماً بحسن ضيافته ومحباً بعاطفته الصادقة ، جسوراً بقوة مواقفه وشجاعاً بنضالاته الوطنية .
رحمة الله عليك عمّي أبو عدنان ، والشكر أقدّمه لكم أيهّا المشيّعون الكرام بإسمي وبإسم عائلة الفقيد وآل المصري على مشاركتكم إيّانا مصابنا ومؤاساتكم لنا عسى أن لا يرينا الله مكروهاً وأن يدوم لكم طيب البقاء
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
الملازم أول / رواد شفيق المصري
كلمة رثاء من الأستاذ نزيه عمار أبو الحسن
بسم الله الرحمن الرحيم
محمود هو : المبتدئ بإسم الله المنتهي بحمده ، المستشعر بسبحانه ، التائب باستغفاره والمستعين به . وقبل كل هذا إن كان متحققاً بإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
مشايخنا الأجلاّء ، أيّها الحفل الكريم .
رحلة العمر أجيال ومحطات وانتقالات في رحمة الله وبحوله وقوّته .
بعض الناس سطور كتبت لكن بماء هُم على عدم ، إنما حياة المؤمن تُكتب بحبر غامق وأحرف نافرة يشعّ منها الخير والحقّ .
فقيدنا أبا عدنان الواضح واللغز في آن ، إغتنم الفرص وعاش حياة الجد والحيوية بحلوّها ومرّها ، بقسوتها ولينها ، بشحّها ويسرها ، بحربها وسلمها ، متحمّساً للواجب والتراث ولمبادئ أهله ومعشره .
شارك بفعالية مع ثوار 1958 والى جانب الحقّ في الحرب اللبنانية الطويلة . بارز في النخوات والفزعات والتضحيات ويبقى الأهم لأهله وجماعته ومجتمعه بعد أن طُوي جيله الأخير .
اليوم هو الإرث الثمين الذي تركه ، عائلة كريمة متّزنة ومهذّبة تبيّض ساحتها في العلم والأخلاق والثقافة والخدمات ، وها هو يرحل في رحمة الله وعلى بركته .
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
الأستاذ نزيه عمار أبو الحسن
Last Updated (Monday, 09 May 2011 06:34)
Al Qalaa News
Latest Adds
Apply For Petiton